مدى اهتمام مصرف ليبيا المركزي بتقييم أداء المصارف التجارية والرقابة عليها باستخدام مؤشرات CAMELS دراسة ميدانية عن الفترة (2005 -2010)
الملخص
تلعب المصارف دورا" هاما" في الحياة الاقتصادية في جميع دول العالم؛ فعندما يتأثر نشاط المصارف سلبا" يسبب الكثير من الأزمات المالية. ونتيجة لذلك كان لابد أن يقود قطاع المصارف المصرف الرئيس للدولة أو ما يعرف بالمصرف المركزي. حيث يقوم المصرف المركزي بالرقابة والإشراف على المصارف، خاصة التجارية منها مصارف الودائع، وتقييم أدائها بالمعايير الحديثة للإنذار المبكر لتفادي أي أزمة مالية قبل وقوعها.
وعليه فان الدراسة استهدفت التعرف عما إذا كان مصرف ليبيا المركزي يهتم بالرقابة المالية وتقييم أداء المصارف التجارية بالأساليب الحديثة والتي من أهمها نموذج CAMELS. وركزت الدراسة على قياس مؤشرين فقط من مؤشرات CAMELS لمصارف العينة) مصرف الوحدة؛ مصرف التجارة والتنمية؛ مصرف الإجماع؛ المصرف التجاري الوطني (خلال الفترة 2005 – 2010). ولم تستهدف الدراسة قياس كل مؤشرات نموذج CAMELS، وذلك لأن الهدف الرئيس للدراسة يتمثل في التعرف عما إذا هناك تجانس وعدم تباين في مؤشرات كفاية رأس المال والربحية للمصارف التي خضعت للدراسة، بما يعكس أن المصارف التجارية تعمل في ظل رقابة وإشراف جيد من مصرف ليبيا المركزي، وتخضع لتقييم الأداء باستخدام مؤشرات CAMELS. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الاستنباطي الاستقرائي، وتم الحصول على بيانات الدراسة من القوائم المنشورة وملحقاتها لمصارف العينة خلال فترة الدراسة.
وقد توصلت الدراسة إلى أن مصرف ليبيا المركزي لا يعطي اهتماما" للرقابة على المصارف التجارية وتقييم أدائها بنماذج الإنذار المبكر وبالأخص نموذج CAMELS، حيث ظهرت مؤشرات كفاية رأس المال والربحية لمصارف العينة متباينة وغير متجانسة بشكل حاد. وبناء" عليه فان الباحثين يوصيان بضرورة قيام مصرف ليبيا المركزي بدوره في الرقابة والإشراف وتقييم أداء المصارف خاصة التجارية منها، لتفادي الأزمات المالية؛ ولعل أزمة السيولة التي تمر بها المصارف الآن واحدة من أهم هذه الأزمات.