الهُوية في الفكر العربي المعاصر

Abstract

 لعب المأزق الحضاري الذي وقـع فيه العقل العربي على جميع المستويات الفكرية دائماً دور المعطل لقيام أي مشروع نهضة، الذي من شأنهِ أن يعزز دور الذات العربية أمام التحديات التي تواجهها من الآخر الغربي، حيث ظهرت اليوم الحاجة الملحة لإنشاء مشروع نهضوي عربي مشترك، بين مختلف الدول العربية التى يجمعها فكر أو قومية أو ثقافة أو ديانة واحدة؛ لأن التحولات الحاصلة اليوم على الخارطة السياسية العربية والعالمية، من شأنها أن تخلق البيئة المناسبة للتفكير جدياً فى العمل الجماعي بين تلك الدول، وذلك من أجل العمل على مشروع فكري مختلف عن الإرهاصات الأولى كما صاغها مفكرو الفكر العربي المعاصر منذ منتصف القرن العشرين إلى نهايتهِ، خاصةً ذلك المشروع الذي صيغ منذ حوالي العقود الأربعة الماضية تحديداً، والمتمثل فى فكر طه عبد الرحمان ومالك بن نبي ومحمد أركون والجابري وحسن حنفي ونصر حامد أبو زيد..وغيرهم، الذي ساهم في طرح العديد من الإشكالات الفكرية التى اعترضت قيام أي مشروع نهضوي معاصر للعقل العربي، والذي يمكننا من خلاله أن نؤسس لحقبة فكرية وسياسية واجتماعية قادمة مختلفة، فالمشروع النهضوي العربي القائم على تعزيز دور الهُوية والذات العربيين، هو ما يمثل في النهاية خارطة الطريق التى يمكننا مبدئياً من الخروج  بـعد عقود طويلة من ذلك المأزق الحضاري،لاسيما بعد أن نتمكن أولاً من تحقيق هدف البناء كأحد أسمى أهداف التغيير المنشود، ثم الانطلاق منه إلى تطبيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية المستقلة.